أعراض هشاشة العظام عند الأطفال

هشاشة العظام مرض يُعرف بفقدان كثافة العظام وضعف بنيتها، مما يزيد من خطر تعرضها للكسر بسهولة. على الرغم من أن هشاشة العظام غالبًا ما يُرتبط بكبار السن، إلا أن الأطفال قد يعانون من هذه الحالة أيضًا، وهي تُعد من الحالات الطبية الخطيرة التي تستدعي اهتمامًا خاصًا. هشاشة العظام عند الأطفال تختلف في أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها عن تلك التي تظهر في البالغين، ولذلك من الضروري فهم أعراضها بعمق لضمان التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

مقدمة عن هشاشة العظام عند الأطفال

هشاشة العظام عند الأطفال هي حالة نقص في كثافة العظام ونقص في قوتها وصلابتها، تؤدي إلى زيادة هشاشة العظام وسهولة تعرضها للكسر. تختلف هشاشة العظام عند الأطفال عن هشاشة العظام عند البالغين، حيث يمكن أن تكون نتيجة عوامل وراثية أو أمراض مزمنة، أو حتى تناول أدوية تؤثر على صحة العظام مثل الكورتيكوستيرويدات.

يرتبط نمو العظام عند الأطفال بمرحلة حيوية في تكوين الهيكل العظمي، حيث تكون العظام أكثر مرونة وقدرة على التجدد، ولكن في حالة هشاشة العظام، تضعف هذه القدرة مما يعرض الأطفال لمضاعفات خطيرة قد تؤثر على نموهم الطبيعي وصحتهم العامة.

أسباب هشاشة العظام عند الأطفال

تتعدد أسباب هشاشة العظام عند الأطفال، ويمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين: الأسباب الأولية والأسباب الثانوية.

• الأسباب الأولية: هي الحالات التي تكون فيها هشاشة العظام ناتجة عن خلل وراثي مثل مرض هشاشة العظام العائلي (Osteogenesis Imperfecta)، وهو مرض جيني يؤثر على تكوين الكولاجين في العظام، مما يجعلها هشة للغاية.

• الأسباب الثانوية: تحدث نتيجة لأمراض مزمنة أو استخدام أدوية معينة تؤثر على تكوين العظام، مثل أمراض الكلى المزمنة، أمراض الغدة الدرقية، سوء التغذية، أو استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة.

أعراض هشاشة العظام عند الأطفال

تظهر أعراض هشاشة العظام عند الأطفال بعدة أشكال تختلف في شدتها، ومن أبرز هذه الأعراض:

1. كسور متكررة وسهلة

أكثر الأعراض وضوحًا لهشاشة العظام عند الأطفال هي التعرض لكسور متكررة بسبب إصابات طفيفة أو حتى دون سبب واضح. غالبًا ما يكون الكسر في العظام الطويلة مثل عظام الذراعين أو الساقين، وقد تحدث الكسور في الفقرات أو الأضلاع أيضًا. في بعض الحالات، قد تتسبب الكسور المتكررة في تشوهات هيكلية.

2. آلام في العظام والمفاصل

يعاني الأطفال المصابون بهشاشة العظام من آلام مزمنة في العظام والمفاصل، وتزداد هذه الآلام مع الحركة أو الضغط على العظام المصابة. هذه الآلام قد تؤثر على قدرة الطفل على ممارسة نشاطاته اليومية.

3. تقوس أو تشوهات في العظام

في الحالات المتقدمة من هشاشة العظام، قد تظهر تشوهات في شكل العظام مثل تقوس الساقين أو تقوس الظهر (مثل الجنف أو الحداب). هذه التشوهات قد تؤدي إلى مشاكل في المشي والحركة.

4. ضعف في نمو الطول والوزن

تؤثر هشاشة العظام على نمو الطفل بشكل عام، فقد يلاحظ بطء في زيادة الطول أو الوزن مقارنة بأقرانه، ويعود ذلك إلى تأثر الهيكل العظمي وضعف العظام في دعم الجسم.

5. ضعف العضلات

ترتبط هشاشة العظام في بعض الحالات بضعف العضلات المحيطة بالعظام، مما يؤدي إلى ضعف في التوازن والحركة، وزيادة خطر السقوط والإصابة.

6. تغيرات في القوام

قد يظهر الطفل بتغير في وضعية الجسم، مثل انحناء في الظهر أو اختلال في توازن الجسد، بسبب ضعف العظام وتغير شكلها، الأمر الذي قد يؤثر على الصحة النفسية للطفل بسبب مظهره الخارجي.

7. زيادة قابلية الإصابة بالكدمات

ضعف العظام وعدم تماسكها قد يصاحبه ضعف في الأوعية الدموية المحيطة، مما يزيد من قابلية الطفل للإصابة بالكدمات أو النزيف تحت الجلد بعد إصابات طفيفة.

التشخيص التفصيلي لهشاشة العظام عند الأطفال

يتم تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال بناءً على مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية، إلى جانب الفحوصات التصويرية.

• الفحص السريري: يشمل تقييم الحالة العامة للطفل، تاريخ الكسور المتكررة، وجود تشوهات في العظام، وفحص نمو الطول والوزن.

• الأشعة السينية: تستخدم للكشف عن الكسور وتشوهات العظام، لكنها لا تعطي صورة دقيقة عن كثافة العظام.

• قياس كثافة العظام (DEXA scan): هو الفحص الأكثر دقة لتحديد مدى هشاشة العظام، ويقيس كمية الكالسيوم والمعادن في العظام.

• الفحوصات المخبرية: تشمل تحليل الدم والبول لفحص مستويات الكالسيوم، الفسفور، فيتامين د، ووظائف الكلى والغدة الدرقية.

العوامل التي تؤثر على أعراض هشاشة العظام عند الأطفال

تختلف الأعراض حسب عدة عوامل رئيسية منها:

• شدة المرض: في الحالات الوراثية الشديدة تكون الأعراض مبكرة وقاسية، أما في الحالات الثانوية فقد تتفاوت الأعراض حسب السبب الأساسي.

• العمر: الأطفال الأصغر سنًا قد يعانون من أعراض أكثر حدة بسبب تأثير المرض على نمو العظام.

• العلاج المبكر: البدء في علاج هشاشة العظام بشكل مبكر يمكن أن يخفف الأعراض ويحد من مضاعفات المرض.

المضاعفات الناتجة عن هشاشة العظام عند الأطفال

إذا لم يتم تشخيص هشاشة العظام وعلاجها بشكل مناسب، يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة تهدد صحة الطفل ومستقبله، منها:

• تشوهات هيكلية دائمة: مثل تقوس الأطراف والعمود الفقري، والتي قد تؤثر على الحركة ووظيفة الجهاز العضلي الهيكلي.

• الإعاقة الحركية: بسبب الكسور المتكررة وضعف العضلات، قد يعاني الطفل من صعوبة في المشي أو حتى فقدان القدرة على الحركة بشكل طبيعي.

• آلام مزمنة: يمكن أن تستمر الآلام العظمية لفترات طويلة، مما يؤثر على جودة حياة الطفل.

• تأثير نفسي واجتماعي: نتيجة لتغير المظهر الخارجي وصعوبة ممارسة الأنشطة، قد يعاني الطفل من مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.

العلاج والرعاية لهشاشة العظام عند الأطفال

يتم التركيز في علاج هشاشة العظام عند الأطفال على علاج السبب الأساسي، بالإضافة إلى دعم صحة العظام وتحسين كثافتها وتقوية العضلات المحيطة.

• العلاج الدوائي: يشمل استخدام أدوية مثل البيسفوسفونات التي تعمل على تقوية العظام وزيادة كثافتها، كما يتم استخدام مكملات الكالسيوم وفيتامين د لتعويض النقص وتعزيز صحة العظام.

• العلاج الفيزيائي: يهدف إلى تقوية العضلات وتحسين الحركة والتوازن، والحد من خطر السقوط.

• التغذية السليمة: تناول وجبات غنية بالكالسيوم، الفوسفور، وفيتامين د ضروري جداً، بالإضافة إلى نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة المعتدلة.

• مراقبة مستمرة: يجب متابعة نمو الطفل وحالته الصحية بشكل دوري من قبل طبيب متخصص لضمان فعالية العلاج وتعديل الجرعات حسب الحاجة.

الجدول التالي يلخص أعراض هشاشة العظام عند الأطفال وارتباطها بالعوامل المسببة

خاتمة

هشاشة العظام عند الأطفال مرض معقد يتطلب اهتمامًا دقيقًا بسبب تأثيره الكبير على النمو الصحي للطفل. ظهور أعراض مثل الكسور المتكررة، آلام العظام، والتشوهات الهيكلية تستدعي فحصًا دقيقًا وتشخيصًا مبكرًا. التداخل العلاجي الذي يجمع بين الدواء، العلاج الفيزيائي، والتغذية السليمة يمكن أن يحسن من حالة الطفل بشكل كبير ويقيه من مضاعفات خطيرة قد تؤثر على حياته مستقبلاً. إن التوعية بأعراض هشاشة العظام عند الأطفال والبحث عن الرعاية الطبية المتخصصة هي خطوة ضرورية لضمان صحة العظام وسلامة الطفل.

المراجع:

1. National Osteoporosis Foundation (NOF). Osteoporosis in Children and Adolescents.

2. Munns, C.F., et al. “Diagnosis, treatment and prevention of nutritional rickets.” Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 2016.